خبراء عسكريون لـ “أحوال”: ثلاث فرضيات لانفجار عين قانا
لم يُعرف السبب الحقيقي الذي أدّى إلى انفجار بلدة عين قانا في إقليم التفاح حتى الساعة، وسط معلومات رجّحت فرضية انفجار مبنى يحتوي على قنابل وألغام عنقودية من مخلّفات حرب تموز 2006 ما أدى إلى انهيار المبنى بالكامل وتضرّر منازل وسيارات كثيرة.
وفيما ضرب الجيش اللبناني وعناصر من حزب الله طوقاً أمنياً في مكان الانفجار، اقتصر بيان الجيش على أنّ الانفجار وقع في أحد المباني في بلدة عين قانا وأنّ قوة من الجيش حضرت إلى المكان وباشرت في التحقيقات.
وفيما سارعت وسائل إعلام محلية وأجنبية كالعادة إلى تبني رواية تدين حزب الله لتحميله مسؤولية الحادث كما حصل في تفجير مرفأ بيروت، استبعدت مصادر خاصة الفرضية الإسرائيلية أو اغتيال أحد قيادي المقاومة، كما نفى مصدر مطّلع لـ”أحوال” رواية انفجار مخزن أسلحة ومصنع متفجرات تابع لحزب الله، مشيراً إلى أنّ المعنيين سيجرون تحقيقاً سريعاً لمعرفة السبب الحقيقي للإنفجار وإعلانه.
حطيط: ثلاث فرضيات
وإذ أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أنّ الانفجار تزامن مع تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي، يشير الخبير العسكري والباحث الإستراتيجي الدكتور أمين حطيط لـ”أحوال” إلى ثلاث فرضيات تُفسّر حصول التفجير:
الفرضية الأولى: انفجار مستودع ذخائر من مخلّفات حرب تموز، وهذه الفرضية المرجّحة بحسب حطيط، سيّما وأنّ عملية تنظيف مناطق الجنوب الذي يقوم بها الجيش اللبناني وقوى أخرى منذ 2006 مازالت مستمرة حتى الآن. ويؤكد الخبير العسكري أنّ الجنوب ليس خالياً بشكلٍ كامل من القنابل غير المتفجّرة والعنقودية، ومن الألغام التي زرعتها إسرائيل مع وجود 23 حقل ألغام على طول الشريط الحدودي.
الفرضية الثانية: العامل الإسرائيلي عبر صاروخ أو عمل تخريبي من خلال عملائها في لبنان سيّما وأن إسرائيل بحاجة إلى استفزاز حزب الله حتى يقوم بردة فعل خاصة أنّها تنتظر رداً في مكان آخر على عدوانها على الحزب في سوريا، ويلفت حطيط أنّه يمكن استبعاد العامل التخريبي – الإرهابي المتعاون مع إسرائيل.
الفرضية الثالثة: الخطأ التقني ما أدى إلى انفجار مستودع القنابل من مخلّفات حرب تموز.
كما استبعد حطيط أن يكون سبب الحادث انفجار مصنع للمتفجرات، مشدداً على أنّ الآثار التي تركها الإنفجار لا تدّل على ذلك، كما أنّ التدمير الذي خلّفه محدود جداً قياساً لحجم انفجار مصنع أسلحة، مضيفاً أنّ حسم أيّ من هذه الفرضيات يحتاج إلى تدقيق ميداني وتحقيقات شاملة بمكان الإنفجار.
جابر: لا علاقة للطيران الإسرائيلي
ويتلاقى الخبير العسكري والإستراتيجي الدكتور هشام جابر مع العميد حطيط على أنّ الفرضية المرجّحة هي انفجار مخزن قنابل عنقودية من مخلّفات حرب تموز، مستبعداً الفرضية الإسرائيلية لغياب أي دليل على ذلك، متسائلاً “لماذا لا تزال هذه القنابل العنقودية والألغام موجودة حتى الآن منذ العام 2006 ولم يجرِ تفجيرها أو التخلص منها؟” وأشار جابر إلى أنّ هذا النوع من الإنفجارات يحصل للمرة الأولى منذ بدء حزب الله في العمل المقاوم.
ولفت العميد جابر إلى أنّ لا علاقة بين تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية بتفجيرعين قانا، “فالطائرات الإسرائيلية تجوب أجواء الجنوب وبيروت والبقاع ومناطق أخرى على مدار الساعة، وعملية الربط هي لتأكيد أنّ المكان المستهدف له علاقة بحزب الله وبالتالي توجيه أصابع الإتهام للحزب وفتح المجال للاسثتمار السياسي بالحادث الأمني على غرار ما حصل في تفجير مرفأ بيروت في 4 آب الماضي.”
ويستبعد جابر كشف التحقيق في تفجير مرفأ بيروت، مضيفاً: “إذا كان عملاً إسرائيلياً، فإنّ المحققين الأميركيين والأوروبيين الذين يعملون في مسرح التفجير في المرفأ لن يعلنوا ذلك لعدم إدانه إسرائيل، أما إذا كان التفجير ناتجاً عن الإهمال والتواطؤ فلن يُعلن أيضاً لتورط رؤوس كبيرة.
وعن احتمال العمل الإرهابي في ظل الكشف عن خلايا إرهابية في كفتون وغيرها، لفت جابر إلى أنّ الوضع الأمني محصن ضد الإرهاب بنسبة 80 في المئة نظراً لجهود الأجهزة الأمنية والتنسيق في ما بينها وسرعة كشف الخلايا فضلاً عن أنّ البيئة الحاضنة للإرهاب تراجعت إلى حدٍ كبير مع انحسار الخطاب المذهبي والمتطرف. بالمقابل، حذّر من القنبلة الموقوتة المتمثلة بمخيمات النازحين السوريين والتي ستنفجر عاجلاً أم آجلاً إذا ما استمر الخلاف السياسي وانحدار الأوضاع الإقتصادية والمالية، كما حذّر أيضاً من ارتفاع معدل الجرائم الجنائية التي ستزداد في ظل تدهور الوضع الإقتصادي عقب إعلان مصرف لبنان رفع الدعم عن السلع الأساسية في غضون شهرين.
محمد حمية